ماهي جرثومة المعدة؟
تعتبر جرثومة المعدة أو ما يعرف بالجرثومة الحلزونية (Helicobacter pylori) أحد أسباب قرحة المعدة ومشاكلها، تقريبا نصف سكان العالم مصابون بالتهاب البكتيريا الحلزونية أو الجرثومة الهضمية، وقد صنفت منظمة الصحة العالمية البكتيريا الحلزونية بيلوري بكتيريا مسرطنة و أحد مسببات سرطان المعدة، مع أن جرثومة المعدة تنتشر بشكل كبير في معي الاثني عشر (Duodenum) أكثر من المعدة (Stomach).
مفهوم القرحة الهضمية
هي قرح التهابي بيضوي الشكل أو دائري في جدار المعدة أو الإثنى عشر (أول جزء من الأمعاء الدقيقة). عندما تصبح البطانة ضعيفة وتفقد قدرتها على إصلاح ذاتها يبدأ القرح يتمدد من بضع مليمترات إلى بضع سنتيمترات فتتأذى المعدة بالعصارة الهضمية الحارقة.
أسباب القرحة الهضمية
1. الإصابة بالبكتيريا الحلزونية
تعيش جرثومة المعدة هيليكوباكتر بيلوري في عصارة المعدة رغم البيئة الحمضية القاسية للمعدة، فتقوم بافراز إنزيم يسمى يوراز (Urease) ليساعدها على مقاومة هذه البيئة، وتتكاثر وتنتشربكتيريا بيلوري في جدار المعدة المخاطي مما يزيد من التهابه وتأثره سلباً بالعصارة الهضمية مما يؤدي إلى الإصابة بالتهاب حاد ومزمن، ينتج عنه تآكلا في جدار المعدة أو الاثني عشر، فتتطور الاصابة إلى تقرحات ينجم عنها عدة مضاعفات إن لم يتم معالجتها.
تعد متلازمة زولينجر إليسون (Zollinger-Ellison syndrome من السرطانات الناذرة التي تؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الجاسترين الحمضي، لها نفس أعراض القرحة الهضمية التقليدية إلا أنها لا تتجاوب مع مثبطات وعلاجات الحموضة (Antacids).
أفادت دراسات عديدة أن العامل الوراثي له دوراً في الاصابة بالقرحة الهضمية خاصة ان كانت في سن الطفولة.
يعد استعمال مضادات الالتهاب اللَاستيرويديّة (Nonsteroidal anti-inflammatory drug) مثل الإيبوبروفين، الأسبرين والنابروكسين مسبب رئيسي للقرحة الهضمية.
كما أنها تزيد من افراز العصارة الحمضية وتثبط بشكل غير مباشر آليات ترميم البطانة الهضمية وهذا يجعل جدار المعدة أو الإثني عشر أكثر حساسية وتأثرا بحمضية العصارة الهضمية.
يعد التدخين من العوامل التي تزيد من شدة القرح وتبطئ من تعافيه وترفع نسبة تكرر القرح بعد تعافيه.
أعراض جرثومة المعدة والقرحة الهضمية
تختلف أعراض القرحة الهضمية حسب مكان القرح فيما إذا كان في الاثني عشرأو المعدة، وحسب سن المريض، فكبار السن قليلا ما يشعرون بالأعراض.
أما العلامات الرئيسية للقرحة الهضمية فهي عبارة عن:
- ألم متمركز في أعلى منتصف البطن أي فوق مستوى السرة (Epigastric)، أسفل عظمة القص (Sternum)، حيث يشعر المريض بحرقة أو احساس بالجوع.
- قرحة الاثني عشر (Duodenal ulcer): يبدأ الألم في الفترة الصباحية ويستمر لأيام أو حتى أسابيع، و يخف الألم عند تناول الطعام أو مضادات الحموضة إلا أنه يعاود بعد ثلاثة أو أربعة. قد يزول قرح الاثنى عشر ويلتئم دون علاج لكن أحيانل تعود نوبة الالم.
- قرحة المعدة (Gastric ulcer): يزيد تناول الأكل من حدة الألم في قرحة المعدة. ويمكن أن تؤدي في بعض الأحيان القرحة المعدية إلى تورم وتَنَدُّب الأنسجة مما يعرقل انتقال الاكل المهضوم إلى الأمعاء الدقيقة والذي يتسبب في تكون الغثيان والنفخة وأحيانا الى القيء بعد تناول الطعام.
أعراض جرثومة المعدة النفسية
في حالة عدم العلاج المبكر للقرحة قد تظهر المضاعفات التالية:
- توغل البكتيريا في الجدار العضلي للمعدة والاثني عشر (Penetration): ويمكنها أن تصل الى جدار أعضاء أخرى مثل الكبد والبنكرياس مما يؤدي الى الشعور بالم شديد في مناطق أخرى في الجسم.
- حدوث ثقب في المعدة أو في الاثني عشر (Perforation): يمكن أن يصل إلى جوف البطن وينجم عنه التهاب البريتون/ التهاب الصفاق وهو التهاب خطير يستدعي تدخل طارئ للطبيب المختص طبي.
- انسداد ممر الطعام (Obstruction): بسبب انتفاخ وتنذب الأنسجة حول القرح مما يتسبب في القيء بكميات كبيرة مباشرة بعد الأكل، والشعور بالانتفاخ والغثيان. وغالبا ما يعاني المريض من شعور دائم بالشبع أو فقدان الشهية. كما أن القيء الشديد لمدة طويلة دون علاج قد يؤدي إلى اختلالات في نسب الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم (Electrolytes imbalance).
- نزيف الدم الداخلي: يعتبر من أثر المضاعفات حدوثا لأنه يمكن أن تصاحبه قرحة هضمية غير مؤلمة. يظهر على شكل بقع دم بكميات قليلة عند القيء (Hematemesis)، أو على شكل بقع دم مع البراز (Hematochezia) أو براز بدم قاتم اللون مثل القطران (Melena). ينتج عنه فقدان الدم دون علاج وضعف عام بالجسم وفقر دم (Anemia) خاصة إن كان النزيف غير ظاهر للمريض. يجب التنويه ان نزف الدم بسبب قرح هضمي يكون بكميات قليلة، وان نزف الدم بكميات كبيرة هي حالة خطيرة تستوجب تدخل الطبيب بشكل فوري.
- سرطان المعدة (Gastric Carcinoma): المرضى المصابون بالقرحة الهضمية الناتجة عن التهاب بكتيريا بيلوري أكثرعرضة للاصابة بسرطان المعدة عن غيرهم من غير المصابين.
هل جرثومة المعدة معدية؟
نعم، فالكتيريا بيلوري الحلزونية تنتقل من شخص لآخر عن طريق تلوث فموي-برازي أي اذا كان البراز ملوثا بالبكتيريا فانه ينتقل الى الفم من خلال الأيدي الغير نظيفة أو الطعام.
كما يمكن أن تنتقل عن طريق تناول الخضر والفواكه التي لم تغسل جيداً، أو نتيجة تواجد البكتيريا الحلزونية في إمدادات المياه.
من الممكن إصابة أي شخص بجرثومة المعدة وفي أي عمر، حتى عند الأطفال إلا أنها أكثر شيوعا في البالغين، ونسبة الإصابة بها عند الذكور تعادل عند الإناث.
هل تسبب البكتيريا البيلوري الحلزونية القرحة الهضمية؟
فقط 10 % من المصابين بالتهابات جرثومة المعدة يحدث عندهم قرح في جدار المعدة أو القرحة الهضمية، أما 90 % لا تظهر عندهم أي أعراض.
كيف يتم تشخيص القرحة الهضمية وجرثومة المعدة؟
تعد الأعراض مستندا رئيسيا لتشخيص القرحة الهضمية.
- الفحوصات الضرورية للقضاء على بكتيريا بيلوري الحلزونية:
اذا استمرت الأعراض لمدة طويلة قد يلجأ الطبيب المختص لإجراء تحاليل الدم اللازمة، خاصة فحص البراز الخاص ببكتيريا بيلوري أوفحص التقاط بكتيريا بيلوري بواسطة اجسام الضد أو فحص عن طريق التنفس بعد إعطاء المريض في المستشفى أو في المختبر ماء يشربه به مادة الكربون الخاصة لالتقاطها لاحقاً في حال استخدمتها من طرف بكتيريا بيلوري في عملياتها الحيوية.
- المداواة التجريبية (Empirical therapy):
يمكن اعطاء المريض بعض العلاجات التقليدية للقرحة الهضمية كنوع من المداواة التجريبية قبل التأكد من التشخيص، فإذا زالت الأعراض كان التشخيص سليما.
- أخذ خزعة (Biopsy)
يمكن اخد عينة من القرح الهضمي وتحليلها لمعرفة ان كانت بكتيريا بيلوري متواجدة أم لا.
- التنظير الداخلي الفموي (Upper endoscopy)
عبارة عن أنبوب زقيق به كاميرا يدخل عن طريق الفم ليصل إلى المعدة أو بداية الأمعاء الدقيقة. ويبقى هذا التنظير الداخلي الفموي المعيار الذهبي لتشخيص القرحة الهضمية ومعرفة موقعها و تشخيص مسبباتها.
- تحليل نسبة هرمون الجاسترين (Gastrin levels) في الدم
يتم اللجوء الى تحليل قياس نسبة هرمون الجاسترين (Gastrin levels)، في حالة فشل العلاج أو الشك بكون متلازمة زولينجر إليسون سببا في القرحة الهضمية.
طرق علاج جرثومة المعدة
1- الفارماكولوجي (Pharmacology):
الفارماكولوجي هو العلاج بعلم الادوية أو العلاج الثلاثي العناصر (Triple therapy) لاحتوائه على ثلاثة عناصر، عنصرين عبارة عن مضادات حيوية (Antibiotics) ويكونان من نوعين مختلفين لضمان عدم مقاومة البكتيريا الحلزونية للعلاج. أما العنصر الثالث في العلاج فهو مضاد الحموضة أو مثبط الحموضة الذي يكبح إفراز البروتونات الضرورية لتكوين حمضية العصارة الهضمية داخل المعدة.
2- معادلات الحموضة
تعطى معادلات للحموضة (Antacids) باختلاف اشكالها من حبوب مضغ أوشراب والتي يمكن اقتناؤها دون وصفة طبية، غالبا ما تكون مزيج من المغنيسيوم (Magnesium) الكالسيوم (Calcium) للتخفيف من حموضة عصارة المعدة.
3- الجراحة
مدة علاج جرثومة المعدة Helicobacter pylori
علاج جرثومة المعدة نهائيا
الوقاية من جرثومة المعدة
- الحفاظ على نظام غذائي صحي والابتعاد عن الأغذية التي تسبب الاتفاخ وتزيد من حموضة المعدة مثل الأطعمة المقلية للتخفيف من الألم.
- محاولة التقليل من تناول المشروبات الكحولية و التدخين لأنها تسبب تهيج بطانة المعدة أو الأمعاء الدقيقة.
- استعمال الباراسيتامول (Paracetamol) عوضا عن مضادات الألم أو الالتهابات اللاستيرويدية.
في الختام، تكمن أهمية فهم تأثير جرثومة المعدة في تداولها مع العواقب النفسية والعصبية. يظهر التأثير الواسع لهذه الجرثومة على الهرمونات والعمليات الحيوية للجسم، مع تزايد الوعي بتفاعلات الجسم والعقل، يُظهر البحث الحالي أهمية تكامل الرعاية الصحية للتعامل مع الآثار الشاملة لجرثومة المعدة. يجب على الأفراد المتأثرين البحث عن دعم متخصص وشامل لضمان تلقي العلاج الأمثل، بما في ذلك الرعاية الطبية والتغذية السليمة وإدارة الضغوط النفسية والعصبية.
تعليقات