يحدث نقص المناعة أو عوز المناعة "Immunodeficiency" عندما يفقد الجسم القدرة على إنتاج استجابة مناعية كافية، ليدافع عن نفسه ضد الأمراض والمسببات المرضية، مثل الفيروسات و البكتيريا، بسبب انعدام وجود الخلايا المناعية أو الأجسام المُضادة. يمكن أن يولد الشخص بنقص المناعة أو يكون سبب نقص المناعة وراثيا. في هذا المقال سنوضح لكم أنواع وأسباب وأعراض وعلاج نقص المناعة.
أنواع نقص المناعة
نقص المناعة يعرف بأنه خلل يصيب الجهاز المناعي، حيث تضعف قدرته على مقاومة الأمراض وهو نوعان:
1- نقص المناعة الأولي
يطلق عليها أيضا اسم اضطرابات العوز المناعي الأوّلية أو العوز المناعي الأوّلي، وهي تضعف جهاز المناعية و تسهل الإصابة بالعدوى والمشاكل الصحية .
يُولد العديد من الأشخاص المصابين بنقص المناعة الأولية مفتقدين لمعظم الدفاعات المناعية للجسم، أو قد يكون الجهاز المناعي لديهم لا يعمل بطريقة جيدة، وهو ما يترك الجسم عرضة للإصابة بالباكتيريا و الفيروسات التي يمكن أن تسبب العدوى.
توصل الباحثون الى تحديد أكثر من 300 شكل من أشكال اضطرابات المناعة الأوّلية. تكون بعض الأشكال بسيطة لا تلاحظ حتى مرحلة البلوغ. لكن هناك أشكال أخرى يتم اكتشافها بعد ولادة الطفل مباشرة.
ويمكن لبعض العلاجات ان تعزز من قوة الجهاز المناعي في العديد من اشكال اضطرابات المناعة الأوّلية. وتستمر الأبحاث للوصول إلى علاجات ذات وجودة عالية لحياة المصابين بهذا الاضطراب.
إن نقص المناعة هو أحد العلامات المميزة لمرض فقدان المناعة المكتسبة (الإيدز) الذي ينتج عن فيروس نقص المناعة البشري HIV الذي يضعف استجابة الجهاز المناعي بشكل غير مباشر، و يصيب الخلايا التائية المساعدة مباشرة.
أسباب نقص المناعة
أسباب نقص المناعة الأولية
تنتقل بعض اضطرابات المناعة الأولية بالوراثة من أحد الوالدين أو من كليهما. وتسبب مشكلات في الشفرة الوراثية التي تعمل كمخطط لإنتاج خلايا الجسم (الحمض النووي) عيوب كثيرة في الجهاز المناعي.
وجود الطفرات في جين معين قد يحدث اضطرابات نقص المناعة الأولية ، مثل الاضطراب الناتج عن الطفرة الجينية المحمولة على الكروموسوم الجنسي X يسمى اضطراباً متعلقا بالكروموسوم X. و أكدت الإحصائيات ان 60% من الأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات هم الذكور.
ويمكن تصنيف اضطرابات نقص المناعي الأولية إلى الجزء المُتأثر من الجهاز المناعي بها، و ذلك كما يلي:
- المناعة الخلطية (Humoral immunity)
التي تشمل الخلايا البائية من الخلايا الليمفاوية، وتُعتبر هذه الخلايا أحد أصناف خلايا الدم البيضاء التي تنتج الأجسام المضادة (الجلوبولينات المناعية)، ويُمكن القول بأن هذا الاضطراب هو أكثر أنواع اضطرابات نقص المناعة الأولية شيوعاً.
- المناعة الخلوية (cellular immunity)
- المناعة الخلطية والخلوية تتضمنان الخلايا البائية والخلايا التائية.
- الخلايا البالعة وهي الخلايا التي تهضم الكائنات الدقيقة وتقتلها.
البروتينات المكمّلة هي البروتينات التي تعين الخلايا المناعية على قتل البكتيريا، و تساعد على التعرف على الخلايا الغريبة وتدميرها.
- علاجات السرطان.
- أمراض الدم والنخاع العظمي.
- أغلب الأدوية التي تستهدف جهاز المناعة تسبب نقص المناعة الثانوي، منها العلاج الكيميائي لمرض السرطان مثل سرطان الكبد وسرطان الدم، و مثبطات جهاز المناعة، التصلب اللويحي المتعدد، علاج التهاب المفاصل الروماتويدي و العقد اللمفاوية، داء الأمعاء الالتهابية.
- بعض السرطان تسبب الإصابة بنقص المناعة الثانوي.
- استئصال الطحال، والذي يحدث نتيجة التعرض لإصابة في منطقة البطن.
- أدوية الصرع تؤدي الى نقص في الأجسام المضادة.
- فيروس نقص المناعة البشري المسبب لمرض الإيدز يسبب نقص المناعة الثانوي.
- الأمراض المزمنة، مثل مرض السكري.
- سوء التغذية الشديد.
أعراض نقص المناعة
أعراض نقص المناعة الأولي
من أكثر أعراض نقص المناعة الأولية هي الإصابة بالعدوى المتكررة أو التي تستمر لفترة طويلة أو التي يصعب علاجها، مقارنة مع الأشخاص الذين يتمتعون بجهاز مناعي طبيعي. وقد تُصاب أيضًا بعدوى انتهازية لا يُصاب بها شخص لديه جهاز مناعي قوي.
تختلف الأعراض حسب نوع اضطراب نقص المناعة الأولية، وتختلف من شخص لآخر. تتضمن أعراض نقص المناعة الأولية ما يلي:
- تكرار نزلات البرد.
- ظهور متكرر للخراجات في الأعضاء و الجلد.
- تضخم الطحال أو ظهور كتل لمفية تحت الرقبة.
- الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، السكري من النوع الأول و الذئبة.
- التهابات الجيوب الأنفية و التهاب السحايا.
- تأخر النمو والتطور.
- نزول الوزن أو صعوبة كسب الوزن.
- التهاب الملتحمة والعين الوردية.
- التهاب الجيوب الأنفية.
- تكرار الالتهابات مثل التهاب الرئة، التهاب الجيوب الأنفية و التهاب الأذن.
- الإسهال فقدان الشهية والغثيان.
- عدوى الخميرة.
- التهاب الأعضاء الداخلية وإصابتها بالعدوى.
تعتبر الأعراض التالية أكثر انتشارا:
- مشاكل في الهضم، مثل: الإسهال والتقلصات.
- التهابات جلدية متطورة.
- أكزيما شديدة.
- اكتساب الوزن في مرحلة الطفولة.
- الفشل في النمو.
- تضخم الغدد الليمفاوية.
- تقرحات في الفم.
- التعب والعياء الشديدين.
- آلام في سائر الجسم.
نقص المناعة الثانوي تتسبب فيه عوامل خارجية غير وراثية، أي أنه ينتج عن مرض أو علاج ما ، و هو النوع الأكثر انتشاراً.
يرتبط غالباً نقص المناعة بتعرض المريض لمضاعفات كثيرة منها الإصابة أمراض المناعة الذاتية ، الالتهابات والسرطانات اللمفية و سرطان الدم و النخاع العظمي.
تشخيص نقص المناعة
يتم تشخيص عوز المناعة بعدة إجراءات، و منها:
- التاريخ الطبي للمريض.
- تحديد عدد خلايا الدم البيضاء.
- الاختبارات البدنية.
- تحديد مستويات الجلوبيولين المناعي.
- تحديد عدد الخلايا التائية للمريض.
- استخدام اختبار الأجسام المضادة و ذلك باستعمال اللقاحات لفحص استجابة النظام المناعي، وفي حالة عدم وجود اضطراب مناعي، يقوم الجسم بإنتاج أجسام مضادة لمحاربة الكائنات الحيوية الموجودة في اللقاح، وعند عدم إنتاج الجسم لأجسام مضادة، فإنّه يدل على إصابة الشخص بنقص المناعة.
علاج نقص المناعة
يعتمد علاج نقص المناعة على السبب الكامن وراء الإصابة بنقص المناعة، فمثلاً في حال كان السبب هو الإصابة بمرض السيدا فإنّه يتسبب بحدوث عدّة أنواع من العدوى، و بالتالي يصف الطبيب الأدوية بناءً على نوع العدوى.
- العلاج بمضاد للفيروسات لعلاج العدوى بفيروس نقص المناعة، يعتمد العلاج على المضادات الحيوية و علاج الجلوبيولين المناعي. كما تستخدم الأدوية المضادة للفيروسات.
- زرع نخاع عظمي أي خلايا جذعية، عندما يكون نخاع العظم لا ينتج عدد كافي من الخلايا الليمفاوية.
- يجب الحرص أن يتبع المرضى المصابين بنقص المناعة، أسلوب حياة صحي. ويحمون أنفسهم من الاصابة بالعدوى.
- ينصح بإجراء فحوصات دورية للأسنان.
- المتابعة مع إخصائي نفسي إذا لزم الأمر، للسيطرة على بعض الآثار النفسية.
يجب التعرف على نوع العدوى سواء كانت فطرية او بكتيرية وعلاجها في اسرع وقت، و في بعض الحالات قد يلزم الأمر تناول المضادات الحيوية كوقاية، أو تناول العلاجات المضادة للفيروسات عند العدوى الفيروسية.
الوقاية من نقص المناعة
يمكن منع أو تقليل فرص الإصابة ببعض الاضطرابات التي قد تسبب نقص المناعة الثانوي، وذلك كما يلي:
- فيروس العوز المناعي البشري: يمكن الوقاية منه بواسطة اتباع بعض تدابير الوقاية، كممارسة الجنس الآمن، و تجنب مشاركة الإبر التي تُستخدم لحقن الأدوية، للحدّ من انتشار العدوى، و يمكن استخدام الأدوية المضادة للفيروسات لعلاج بعض الحالات.
- السرطان: عند نجاح العلاج يستعيد المرضى وظائف الجهاز المناعي ، إلا في حالة تناول المريض للأدوية المُثبّطة للمناعة لفترة طويلة.
- مرض السكري: يمكن السيطرة على مستويات السكر في الدم، و ذلك يعزز من قوة عمل خلايا الدم البيضاء، و بالتالي تقليل فرص الإصابة بالعدوى.
- ممارسة الرياضة: لأنها تزيد من مناعة الجسم.
- التغذية الصحية: تناول غذاء صحي يمنع الإصابة بسوء التغذية الذي يتُسبب نقص المناعة الثانوي.
- النوم الجيد: النوم لساعات كافية، لأهميته في الحفاظ على جهاز مناعي الصحي.
تعليقات